بفضل دورة الالعاب الأولمبية في سوتشي يزداد الإهتمام بكل شيء روسي وبشكل خاص بالمطبخ الروسي، فميزاته تناقش اليوم في مواقع الدردشة الكثيرة على الإنترنت.
المطبخ الروسي غير معروف في البلدان الأخرى بسبب طبيعة التطور التاريخي للبلد في القرن العشرين، تتحدث عن ذلك المختصة بدراسة المطاعم داريا تسيفنه قائلة:
"أصبح من الواضح اليوم أن المطبخ الروسي يحتاج إلى حملة كبيرة لترويجه ونشره في أنحاء العالم، لأنه خرج عن السياق العالمي الإجمالي في الحقبة السوفييتية، حينها تطور المطبخ في البلدان الأخرى بشكل طبيعي بينما انعكس الركود في روسيا على ثقافة الطهي فيها لتصبح أكثر بساطة وسطحية، والسبب في ذلك الوضع السياسي والإقتصادي في البلاد، لكن منذ تسعينيات القرن العشرين بدأ وضع المطبخ الروسي بالتغير، اليوم لا يعمل على ترويجه في الخارج إلا عدد قليل من المطاعم والطهاة، ومثال ذلك الطاهي أناتولي كوم الذي يعين مواعيده لعامين قادمين في جولة عمل عالمية بجميع القارات".
تعتبر الأطباق الروسية المفضلة دائما مجموعة من أطباق الحساء المتنوعة، تقول تسيفنه:
"في روسيا الكثير من أطباق الحساء الشهية، فبالإضافة إلى أنواع الحساء المعروفة مثل "البورش" والـ "الشّي"، وهو حساء خضار روسي من الملفوف، هناك حساء الفطر، ومثله الفول ، والبازلاء، فخَيار الخضروات واللحوم والأسماك في الحساء كبير جدا، وبما أن اليابانيين يحبون الأسماك يجدون حساء السمك الروسي المعروف بـ "أُوخا" مثيرا جدا للإهتمام والتذوق، فبرأيي لا بد أن يكون الحساء موجودا على أي مائدة روسية، حساء الفطر الأبيض يثير دائما دهشة الأجانب، وأنا أعلم من تجربتي الخاصة أنهم يتذكرون طعمه لسنوات كثيرة بعد أن يتذوقوه، رغم أن تحضيره أمر في غاية البساطة، إذ تسلق كمية كبيرة من الفطر ثلاثين دقيقة ثم تضاف البطاطا وكذلك البصل المقلي مع الجزر والشعيرية في النهاية، ويقدم حساء الفطر مع ما يشبه القشطة التي تسمى "سميتانه" والشبت، وهو يعتبر الحساء المفضل والمعتاد عند الروس في موسمي الصيف والخريف، إذا كان الفطر في إيطاليا وفرنسا يعتبر طعاما فاخرا يضاف منه القليل نجده في روسيا طعاما عاديا".
كان المطبخ الروسي مرتبطا عند الأجانب بعلامتين تجاريتين فقط: الفودكا والكافيار، أما اليوم فقد رمم هذا الشرخ، وبدأ يتطور بنجاح في السياق الأوروبي العام، دون أن يفقد هويته، فتقول داريا أنه أصبح رفيعا راقيا على الطريقة الأوربية:
"يملك المطبخ الروسي في أيامنا بطاقته الرابحة: وهي الطبخ على نار هادئة ما يعود في أصله إلى الفرن الروسي الريفي، وتجد هذه الطريقة من الطهي اليوم انتشارا كبيرا، فبها يحضر أي نوع من اللحوم وفي كثير من الأحيان الأسماك كذلك، يمكن للأطباق المحضرة على هذا النحو أن تحقق رواجا واسعا، كما لا يجب أن ننسى وجود أنواع من السمك تتميز بها روسيا قبل غيرها مثل سمك الحفش بمختلف فصائله والأسماك الحمراء، فليس الكافيار وحده ما يميز المائدة الروسية بل سمك بيلوغا مثلا وهو يستخدم بكثرة".
تشير تسيفنه إلى ميزات مائدة الفطور الصباحي عند الروس، فهم يفضلون اللبنة والجبن:
"اللبنة الطازجة لذيذة المذاق، ومنها تحضر أطباق متنوعة شهية، فطاجن اللبنة أو اللبنة المقلية قليلا خيار جيد ليتعرف الغريب على المطبخ الروسي، هذا رغم أن كل العناصر بسيطة وطبيعية: اللبنة، والبيض والدقيق، تضاف إليها الفانيلا وبعد ذلك يمكن إضافة ما تشتهي النفس من الزبيب أوالفواكه الطازجة أو التوت والمربى والقشطة المسماة سميتانه، تحضير هذا الطبق سريع ومنظره شهي وهو لذيذ حقا".
يقولون في روسيا: من الأفضل أن ترى مرة واحدة من أن تسمع مائة مرة، فزورونا في هذا البلد الجميل، لتستطيعوا تذوق مأكولات وأطعمة جديدة لذيذة، لكن للأسف لم تنظم شركات السياحة رحلات خاصة بالطعام والمطابخ المتنوعة...المزيد: http://world-tub.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق